التلسكوب كيبلر صائد الكواكب
اكتشف تلسكوب الفضاء كيبلر التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا خمسة كواكب خارج مجموعتنا الشمسية.
وقد حقق التلسكوب كيبلر الذي تم إطلاقه السنة الماضية للتفتيش عن أرض أخرى هذا الاكتشاف بعد خمسة أسابيع فقط من تشغيله الكامل من قبل علماء ناسا.
ورغم أن الكواكب الخمسة المكتشفة جميعها أكبر حجما من كوكب نبتون فإن مسؤولي ناسا يقولون إن هذا الاكتشاف يثبت أن التلسكوب يعمل بكفاءة عالية و حساسية فائقة و قد أطلق العلماء على الكواكب الخمسة المكتشفة أسماء Kepler 4 B و B5 و B6وB7وB8
ويتباين حجم الكواكب المكتشفة فأصغرها يبلغ نصف قطره أربعة أضعاف نصف قطر الأرض بينما أكبرها هائل الحجم حتى أنه أكبر من حجم كوكب المشتري.
والكواكب الخمسة جميعها تدور قريبة جدا من نجومها الأم حتى إنها تكمل دورة كاملة حولها في فترة تترواح بين 3.2 إلى 4.9 يوم.
و الواقع أن هذا القرب الشديد من نجومها إلى جانب أن النجوم نفسها أكثر حرارة بكثير من شمسنا يجعل درجة حرارة الكواكب المكتشفة كبيرة جدا.
ويقول بيل بوروكي كبير علماء التلسكوب كيبلر في مركز بحوث أمس التابع لناسا في موفيت فيلد بكاليفورنيا: تتراوح درجة الحرارة عليها بين 1200 و 1650 درجة مئوية.
و الكواكب التي اكتشفناها كلها أكثر حرارة من الحمم البركانية السائلة و تتوهج جميعها ببساطة بسبب درجات حرارتها.
ويضيف: في الحقيقة الكوكبان الأكبر أعلى حرارة من الحديد السائل النظر إليهما أشبه بالتحديق في فرن عال و هما لامعان جدا و بالتأكيد لا مكان للبحث عن حياة عليهما.
لكن الكوكب كيبلر 7 ب سيفتن العديد من العلماء .
فهو واحد من أقل الكواكب المكتشفة كثافة كثافته لا تتجاوز 0.17 غرام لكل سنتيمتر مكعب و يقول د.بوروكي: متوسط كثافة هذا الكوكب و لبه الداخلي تمائل كثافة مادةStyrofoam
مادة رغوية تستخدم في صناعة العوازل الحرارية. لذا هو كوكب شديد الخفة على نحو مذهل . و هو شي أنا واثق أنه سيسعد العلماء محاولة فهمه على المستوى النظري .
وكان التلسكوب كيبلر قد أطلق إلى الفضاء من قاعدة كيب كانافرال الجوية على متن صاروخ من طراز دلتا2 في 6 مارس 2009. و هو مزود بأكبر آلة تصوير أطلقت إلى الفضاء حتى الآن.
و تتلخص مهمة التلسكوب في مراقبة أكثر من 100 ألف نجم بشكل متواصل و في آن معا.
و هو يستشعر و جود الكواكب من خلال رصد ظلها الخافت عندما تعبر أمام نجومها الأم .
و تتسم أجهزة استشعار كيبلر التي صنعتها شركة E2v البريطانية بحساسية فائقة
وتقول ناسا إنه إذا كان التلسكوب يراقب من الفضاء بلدة صغير عللى الأرض في الليل فإنه قادرا على رصد اهتزاز ضوء مصباح شرفة إذا عبر شخص ما أمامه.
وتأمل ناسا أن تقودها هذه الحساسية إلى كواكب ليست فقط من حجم الأرض بل وتدور حول نجومه الأم على مسافة تكفل احتضانم الحياة حيث المياه السائلة ربما تكون موجودة على سطوحها .
ويقول علماء كيبلر إن التلسكوب قد رصد آلافا من بصمات الكواكب المحتملة لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسة للتيقن من طبيعتها الحقيقية.
لكنهم حذروا من أن التيقن من وجود كوكب صخري في حجم الأرض قد يستغرق بضع سنوات. و في هذه الأثناتء ستساعد اكتشفات كيبلر العلماء على تحسين بياناتهم و إحصاءاتهم المتعلقة بتوزيع أحجام الكواكب و فترات دورانها حول نجومها.
وقد احتاجت عمليات الرصد التالية للتيقن من وجود وطبيعة الكواكب الخمسة المكتشفة استخدام عدد من المراصد والتلسكوبات الأرضية بما في ذلك مرصد Keck في هاوي.