الأعـــراض المرضية لتعب الكبـــد
أعراض تشمع الكبد تختلف بشكل كبير جدا» من شخص________________________________________ لآخر , فقد يكون التشمع بدون أية أعراض تذكر حيث ان البعض قد لايشتكي من اي شيْ ولا يعرف أنه مريض والنقيض الآخر نقله الى المستشفى بسبب غيبوبة كبدية,ناتجة عن فشل كبدي كامل , أو نتيجة نزيف دموي حاد وشديد ناتج عن انفجار دوالي المريْ او دوالي المعدة وقد تكون زيارة المستشفى او الطبيب ناتجة عن استسقاء في البطن ..الخ.
بعد اجراء دراسات عديدة وتشريح الجثث لاشخاص توفوا لأسباب طبيعية وجد أن تشمع الكبد قد يكون موجودا» بدون أية أعراض(ناتجة عنه) على الاطلاق. ولكنه يكتشف عند بعض الناس بالصدفة عند الجراحة أو عند وجود بعض العلامات مثل تضخم في الكبد ولكن بدون شكوى للمريض .
ومن ناحية اخرى فأن عددا آخر من مرضى تشمع الكبد قد يحضروا الى العيادة بسبب معاناتهم من تعب عام وارهاق مع وجود فقدان في الشهية ونقص الوزن,غثيان, يرقان بسيط بالأضافة الى خسارة في حجم العضل في الرجلين, وقد يشكو المريض من الالم في البطن الذي قد يكون نتيجة ضخامة الكبد وتمدد محفظة غليسون او نتيجة الحبن. وتعتمد تأثيرات التشمع على مدى الضرر الذي اصاب الكبد.
بصورة عامة فأن الاعراض الهامة والخطيرة تكون ناتجة:
ارتفاع الضغط في الوريد البابي
ويكون ناتجا عن ضغط العقيدات المتجددة على المسافات البابية في الكبد وهذا قد يؤدي الى الاعراض التالية:
-1 نزيف دموي هضمي علوي: وفي هذه الحالة يتقأ المريض دما» أحمرا» أو قد يظهر النزيف بشكل براز أسود اللون مشابه لون ولزوجة الزفت. ويكون السبب أما أنفجار دوالي المريء أو دوالي المعدة وأما ناتجا» عن قرحة هضمية أو التهابات حادة نازفة في المعدة أو الأثني عشر,لذلك فأن نتظير الجهاز الهضمي العلوي سيكون أساسي لمعرفة السبب... وقد يكون التنظير علاجيا» وذلك بربط أو تصليب دوالي المريء النازفة خلال عملية التنظير نفسها.
وفي حالة تقيء المريض دما» فعادة ما يكون التقيء مختلطا» بمحتويات المعدة من السوائل الحمضية أو من الطعام.
هذا ولقد شاهدت عددا من المرضى خلال عملي في هذا المجال في الثلاثين السنة الماضية كان النزيف الدموي نتيجة انفجار دوالي المريء العلامة الاولى والأنذار الأول لمرض تشمع الكبد والذي لم يكن معروفا» للمريض من قبل.
ومن المعروف أن علاج دوالي المريء النازفة يكون صعبا» في بعض الحالات. وقد نبدأ باستعمال الطريقة الأحدث في علاج دوالي المريء وهي ربط الدوالي باستخدام المنظار الداخلي ويتم فيها ربط الأوردة المتضخمة بأربطة مطاطية مرنة ... وهذه الطريقة الأكثر سلامة وتستعمل على نطاق واسع في الأردن في الكثير من المستشفيات الحديثة (الخاصة و العامة).
وهناك من ما زال يستعمل الانبوب المطاطي الذي يتم ادخاله الى المريء والمعدة عن طريق ألانف.وعندما نقوم بنفخه يعمل على ضغط سقف المعدة وأوردة المريىء السفلية مما يسبب وقف النزيف من الدوالي .
والعيب في هذا الانبوب المطاطي أنه صعب التحمل لدى الكثير من المرضى وأنه قد يسبب بعض التقرحات في البلعوم وأسفل المريىء وسقف المعدة.
وهناك بعض المراكز التي تستعمل العلاج التصلبي عن طريق المنظار الداخلي و ذلك بحقن محلول داخل أوردة المريء المتضخمة مما يجعلها تنكمش . ولكن هذه الطريقة لها آثار جانبية حيث يمكن أن تؤدي الى تقرحات أو تضيقات في المريء أو أحيانا مزيدا من النزيف .
هذا بالأضافة أن المريض قد يحتاج الى تناول دواء Propranolol بشكل منتظم وهذا ما يقلل من مخاطر وشدة النزيف في حالة حدوثه عند مرضى الدوالي ويساعد هذا الدواء على تقليل الضغط المتزايد في الوريد البابي وبالتالي يقلل الضغط في دوالي المريء . يستخدم هذا الدواء بشرط عدم وجود موانع للاستخدام كأمراض القلب وأمراض السدة التنفسي المزمنة.
وفي بعض الحالات يكون النزيف شديدا» جدا»مما قد يؤدي الى الوفاة عند بعض المرضى حين يعجز الطب الحديث عن توقيفه بمختلف الطرق المتوفرة.
ويجب التركيز أنه في حالة تشمع الكبد أحيانا يكون هناك نقص في عوامل تخثر الدم(نقص في كمية البروترومبين ) مثلا» بالأضافة الى نقص في صفيحات الدم وتغيير في شكلها وقد يكون مصطحبا» بالتهابات في الشرايين الصغير المساة(Arterioles ). وكل هذا وذاك يزيد من قابلية ومن أمكانية النزيف عند ذلك النوع من المرضى.
-2 تضخم في الطحال: وهذا ما قد يجعل المريض يشكو من ألم وثقل في المنطقة العليا اليسرى من البطن. وقد يشكو المريض من شعور بتورم في تلك المنطقة المذكورة. ويتضخم الطحال في حالة تشمع الكبد نتيجة عدم أستطاعة الدم الخروج منه والدخول الى الكبد المتليف فيتضخم حتى يتسع لكمية أكبر من الدم. وهذا ما قد يسبب تليف أنسجة الطحال نفسها ويصبح هذا العضو أشبه بكيس مليء بالدم كنتيجة حتمية لصعوبة خروج هذا الدم من الطحال والكبد.
-3 ا لاستسقاء (الحبن): هو تجمع السوائل في الفراغ البطني
من الواضح أن الاستسقاء في حالات التشمع وفي حالة أمراض الكبد بشكل عام يكون نتيجة عدة عوامل منها:
أ- نقص الالبومين في الدم(وهي مادة تصنع في الكبد)
ب- تأثير الاستروجينات ( Oestrogenes) والعامل النخامي المضاد للأدرار وهذا مما يزيد من أمكانية حبس السوائل.
ت- زيادة أفراز الالديستيرون(Aldostérone) وهذا مما يزيد احتباس السوائل والصوديوم.
ويحدث الاستسقاء نتيجة تشمع الكبد وزيادة الضغط في الوريد البابي لذلك تبدأ السوائل بالتجمع في منطقة البريتون(في الفراغ البريتوني) بشكل تدريجي وقد يصل هذا السائل الى كمية كبيرة قد تصل الى (10 ليتر)أو اكثر....وفي هذه الحالة يظهر المريض متضخم البطن بشكل عظيم مع أنه يكون هزيل الأطراف نتيجة خسارة العضل في الرجلين واليدين.
وعادة مايظهر الدوران الجانبي على سطح البطن المتضخم ونشاهد أوردة ممتدة ومتداخلة بلونها ألازرق على جانبي البطن, كما أنه قد تظهر تلك الأوردة الممتدة والمتداخلة حول السرة وهي علامات زيادة الضغط في الوريد البابي.
-4 دوران الدم الجانبي: في حالة ازدياد ضغط الوريد البابي الذي يحدث كنتيجة حتمية لتشمع الكبد تتم أتصالات بين الوريد البابي وبين أوردة كثيرة في الجسم من أهمها:
أ- اتصال الوريد البابي مع أوردة سقف المعدة وأوردة الجزء السفلي من المريء مما يؤدي الى دوالي المعدة ودوالي المريء
ب-اتصال الوريد البابي مع أوردة جدار البطن( الذي يكون عادة مصطحبا» بالحبن أو الاستسقاء) فتبرز الأوردة على سطح البطن المتضخم ونشاهد أوردة ممتدة ومتداخلة بلونها الأزرق على جانبي البطن وقد تظهر هذه الأوردة حول السَرة وفي بعض الحالات يمكننا سماع صوت نفخة في منطقة الوريد اليسرى
ج- اتصالات الوريد البابي مع الأوعية المساريقية السفلية وكذلك مع الأوردة الباسورية وهذا قد يسبب ظهور بواسير في منطقة الشرج عند بعض المرضى.
د- اتصالات مع أوردة الحجاب الحاجز.
هـ - اتصالات الوريد البابي مع أوردة منطقة البريتون(وهو الغشاء الدقيق الملس اللماع الذي يغطي الأحشاء الموجودة في البطن بالأضافة الى تغطيته جوف البطن وفي بعض الحالات المرضية يتجمع في هذه المنطقة السوائل وتدعى هذه الحالة بالحبن أو الاستسقاء)