التايكواندو لعبة كورية الأصل تعود إلى حوالي 2000 سنة قبل الميلاد، حيث كانت مجرد حركات إيقاعية، ثُم تم استخدامها لاحقا كأسلوب للدفاع عن النفس ضد الحيوانات المفترسة التي كانت تشكل خطرا على حياة الإنسان. وقد كانت تعرف هذه الرياضة منذ ألف وأربعمائة سنة باسم"التايْكْيُونtaekyon"،أو"سيباك subak"، إذ يرجع الفضل في ظهورها إلى سلالة "كوجوريو" التي لعبت دورا مهما في تاريخ مملكة "سيلا"، ومنذ ذلك الوقت أصبح يتعاطى لممارستها عدد كبير من أفراد شعب هذه المملكة الكورية، حيث كان يعتمد في أدائها على التمرين العقلي والجسدي.
وفي سنة 1935م قام فريق من علماء الآثار باكتشاف مقبرة ملكية، وجد فيها قبرين رسم على سطح أحدهما صورة شخصين في وضع قتالي، كما وجدت رسوم حائطية لأشخاص آخرين يتصارعون، وقد كانت هذه الرسوم تصف بعض حركات وأساليب رياضية التايكواندو .
وبمرور الوقت أصبحت
التايكواندو الرياضة الشعبية الأولى في كوريا ، وخاصة بعد أن تطوع 700 جندي من ممارسيها لمواجهة الغزاة ونجحوا في ذلك، وقد أدخلت هذه الرياضة ضمن مواد الإمتحان لولوج المؤسسات العسكرية، وبعد قيام الجمهورية الكورية في سنة 1948م. إهتم الكوريون بإحياء رياضتهم الشعبية الأولى، وبدأ التايكواندو ينمو ويتقدم حيث أدخلت عليه تحسينات فنية ناجحة للدفاع على النفس.
وفي الحادي عشر من شهر أبريل في سنة 1955 م تأسست رياضة التايكواندو في شكلها الفني الحالي على يد "جين شوا هونغ هي gen. choi, hong hi " الذي قام بوضع مبادئها الأساسية بعد بحث مضن وتجارب ودراسات معمقة، حيث خصص جل حياته لتطوير التايكواندو وجعله رياضة قتالية عالمية، وفي سنة 1958م أخرج أول إصداراته عن هذه الرياضة، كما ترأس خلال عقدي الخمسينات والستينات عدة تظاهرات وجولات في دول أخرى حضي فيها بتشريف مهم.
وفي 22 مارس من سنة 1966م كون الكونفدرالية الدولية للتايكواندو بمصادقة تسع دول، ونظرا لعدة ضغوط سياسية قام "جين شواهونع هي" بتحويل مقر الكونفدرالية من "سيول" إلى "مونريال".
ومنذ سنة 1970م ساعدت أعماله في هذه الرياضة على ميلاد كونفدراليات أخرى، كما دعا إلى إقامة عدة دوريات ومنافسات قصد إشهارها في مختلف المحافل الدولية. وفي سنة 1971م اجتمعت مختلف مدارس التايكواندو وكونت مركزا في سيول سمي " كي كي وان kukkiwon " بمعنى القصر الوطني للرياضات.
وفي عام 1972م قام "شواهونغ هي" بإصدار كتابه الثاني عن التايكواندو مضيفا تقنيات جديدة ومناهج مستحدثة. وفي سنة 1973م تأسست الفدرالية العالمية للتايكواندو تحت رئاسة الدكتور "كيم – آن – يونغ oungkim-un-y " التي انضمت اليها أكثر من 120 دولة في العالم، مما أدى إلى إنشاء مجموعة من المؤسسات الرياضية بأروبا، الشيء الذي ساعد على شيوع وانتشار هذه الرياضة، وكذا شهرة مؤسسها.
وفي سنة 1980م قام "شوا هونغ هي" بإصدار موسوعة في 25 مجلدا يهدف فيها إلى الجمع والمحافظة على معاريف وخصائص رياضة التايكواندو التي أسسها.
وهكذا حافظت رياضة التايكواندو على وجودها وشعبيتها إلى يومنا هذا، حيث يقدر عدد ممارسيها عبر أنحاء العالم بأكثر من 30 مليون ممارس، كما أصبحت لعبة لها قواعدها وبطولاتها، مما جعلها محبوبة لدى الكل سواء كانوا أطفالا أو نساء أو رجالا، أضف إلى ذلك أن الدراسات العلمية والتقنيات الفعالة التي استحدثها "شوا هونغ هي" والتقنيين الذين جاؤوا من بعده أضحت مرجعا مختارا لبعض الرياضات الأخرى.
ولقد حققت رياضة التايكواندو مكسبا مهما حين استطاعت أن تصبح رياضة أولمـﭙية رسمية في الألعاب الأولمـﭙية لسنة 2000 التي جرت بمدينة "سيدني" الأسترالية، بعد أن كانت رياضة استعراضية في الألمـﭙيات السابقة التي احتضنتها كل من مدينة "سيول" الكورية "وبرشلونة" الإسبانية "وأطلنطا" الأمريكية
منقولة