دراسات حول فلسفة التايكوندو وهل تخالف الإسلام فيها ( مهم جداً جداً )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كثير ما نرى ونقرأ مواضيع تحوم حول فلسفة الفنون القتالية سواء كانت في التايكوندو أو غيرها من الفنون
ولكن هل سألنا أنفسنا يوما ما هل كل نتاج فكري قادم إلينا من الشرق هو عين الصواب !
أو بمعنى ثاني هل هو سر من أسرار تلك الفنون التي لابد من السير ورائها مغمضي الأعين نتقبل منها كل غضِ وسمين ! .
أم أنها بنيت على أساس روحي قائم عندهم كدين ومعتقد قبل كل شئ !!! .

ومن جهة أخرى :

جميل أن نجد في مثل تلك المواضيع ما يحوم حول فلسفة التايكوندو في القتال التي يغفل عنها الكثيرين لا أقصد اللاعبين فقط ولكن العديد من المدربين كذلك الذين امتهنوا التدريب عن غير دراية وعلم ! .
أو انحصر مفهومهم بشكل ضيق في التايكوندو حول عنصر أو اثنان من عناصر علوم التايكوندو الشاملة .
وما أحوج لاعب التايكوندو إلى تفهم فلسفة القتال علمياً وعملياً التي تنمي عنده التدريبات القتالية أو الرياضية .

أخي العزيز يمكننا أن نلخص مفاهيم الفلسفة الشرقية إلى مايلي :
نجد العديد من وجوه الفلسفة في الفنون القتالية الأسيوية أجمع والتي تنحصر بشكل عام حول مفهومين لترويج فلسفة ذلك الفن .
فهي إما :
1- فلسفة عقائدية فكرية ( دينية – علمية ) .
2- فلسفة عملية بدنية ( مهارية – قتالية ) .

فإن دار الموضوع حول الشق الأول ( العقائدي والفكري ) فنحن كمسلمين أولاً وقبل كل شئ نحكّم شرع الله فما وافق شرعنا تقبلناه لا على أساس أنه منهاج تفكيرهم ولكن قياساً بشرعنا الذي اتخذناه منهاجاً قبل كل شئ !!!
وما خالف منه شرعنا نبذناه ورمينا به عرض الحائط , لأنه نتاج فكر إنساني غير سوي .
وخاصة أن تلك الشعوب بوذية المعتقد .
وإن رجعنا إلى ( كوريا ) التي هي أصل ومرجع فننا نرى أنها أصلاً تقوم على ثلاث ديانات سائدة عندهم كدين لهم وهي :

1- الديانة الشّامانية : وهي أقدم المعتقدات في كوريا وتقوم على أساس أن البشر ليس وحدهم مالكي الأرواح ولكنها موجودة أيضاً في الجوامد وفي قوى الطبيعة كما تقوم على عبادة الألاف من أرواح البشر والشياطين .

2- الديانة البوذية : عبادة بوذا والسير على منهجه وتعليماته .

3- الديانة الكنفوشيوسية : السير وفق مبادئ وتعاليم كنفوشيوس كدين ومعتقد .

وهاتان الديانتان الأخيرتان قدمتا من الصين إلى شبه الجزيرة الكورية أثناء عهد الممالك الثلاث في غابر الأزمان .

أخي الحبيب ...

بمعنى أنه علينا أن نتخذ الحذر في التعلم وخاصة في ما يمس الجانب الروحي أو العقائدي ...
دعونا نضرب بعض الأمثلة من تلك الخرفات التي يعتقدها الكوريين .
كما نضرب أمثلة لبعض الفلسفة التي تنمي أصول المعتقد لديهم وقياسها بما لدينا من أصول ديننا .

بادئ البدء ...

* يسرد إلينا التاريخ الكوري أن الشعب الكوري يرجع على عهد ( شوسون ) وهو اسم قديم لكوريا والذي يعني ( أرض الصباح الهادئ ) نظراً لطبيعتها الخلابة منذ عام 2332 ق . م وهي بداية عهد التاريخ الكوري .
كما يسرد إلينا التاريخ الكوري مؤسسهم الأسطوري ( تانجان ) الذي يزعمون أنه مولود من أب سماوي وأم من فصيلة الدببة !!! والذي أصبح حاكم " رماة السهام " و أسس كوريا القديمة في مكان يعرف بـ ( أسادال ) و استمر حاكماً على شوسون القديمة طوال ألف عام !!! .

* كما كانوا يعتقدوا في أساطيرهم أن الملك ( باك هيكّوس ) وهو أول ملك من ملوك مملكة سيلا 37 ق م – 935 م أنه خرج من بيضة وضعتها فرس سماوية في مدفن ناجونغ !!! .

حسناً تلك الأساطير ترجع لهم .. و ( لكم دينكم ولي دينِ ) .
ولكن ما أقصد بهذه الأمثلة أنهم حين يقدموا لنا شئ فإنهم يقدمونه نتيجة الحصاد الفكري والعقائدي لديهم , وهذا ما حصل تماماً مع محاربي الشباب الزاهر بمملكة سيلا ( هوارانج ) حين دمج لهم الراهب ( كانج ) التعاليم البوذية مع الفن القتالي ( سوباك ) – الاسم القديم للتايكواندو - بناء على توصيات الملك .
وحينها قاموا بتوحيد مملكتي كوجوريو وبايكجي وأصبحت ممكلة سيلا المتحدة كما هو مذكور في التاريخ الكوري القديم ...

الحاصل من هذا كله أنه علينا أن نقيّم ذلك النوع الأول من الفلسفة ( العقائدي والفكري ) ! .

فحين نتكلم عن مبدأ التضاد أو ما يعرف بالين واليانج , نعلم أن الله خلق من كل شئ زوجين اثنين
كما قال تعالى ( هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) وهو الذي خلقنا من ذكر وأنثى وخلق الليل والنهار والظلمات والنور ...

والين واليانج أو الأسود بالبقعة البيضاء والأبيض بالبقعة السوداء فتلك البقعة السوداء في الحلقة البيضاء , التي تمثل الشر في الخير !

نعلم أن رسولنا الكريم تكلم عن ذلك وأخبر أنه لا يوجد أحد إلا وبه نزغة شر وأن الله يسر له أن أخرج منه جبريل ذلك السواد من أيام طفولته التي أخبرتنا به سيرته الشريفة بما معناه أن هذا كان حظ الشيطان منه فأخرجه جبريل عليه السلام .

وأنه لوجود تلك البقعة السوداء نجد والعياذ بالله الردة عن الإسلام والمعصية عن الطاعة .

والضد بالضد يعرف ! فالبقعة البيضاء في الحلقة السوداء التي تمثل الخير والتي مهما كان الإنسان بعيد عن ربه فإنه لابد أن يكون هناك وميض خير في داخله !
وإلا لما دخل كافر للإسلام ولما تاب عاصٍ عن الفجور , وتلك القصة المشهورة عن ذلك الرجل الذي قتل 99 نفس وأراد التوبة !!!

وكذلك فلسفة ( التايجوك ) المطلق العظيم أو الدهر الكبير أو التي تعني بمعنى شمولي أصل الأشياء !!! والتي عُبّر عنها في البومزي الأولى ( تايجوك إل جانج ) والتي ترمز إلى السماء !!!

فهم يقولون أنه كما أن السماء أصل الأشياء و أصل الكون كذلك البومزي الأولى أصل التايكوندو ! من حيث أنها الأصل وأول الأشياء التي يمر بها لاعب التايكوندو الذي تولّد في التايكوندو ...

ونعرف كلنا أن السموات والأرض كانتا رتقاً واحداً ففتقهما الله عز وجل كما أخبر بذلك في كتابه العزيز ...


فلسفة الهــان

هناك العديد من الفلسفة يحوم حولها النصارى على أساس أنها تدعم معتقداتهم ولا تخالفها وخاصة في اعتقاد التثليث والثالوث .
والتي وإن جُهلت لا تقدم أو تأخر في شئ ومنها فلسفة ( الهان ) في التايكوندو !!!

والارتباط الثلاثي بين السماء والأرض والإنسان !!!
وأن الإنسان هو الرابط بين السماء والأرض ...
وتربط هذه الفلسفة بزي التايكوندو الثلاث ( القميص والبنطلون والحزام الذي يربط بين القميص والنطلون كربط الإنسان بين الأرضِ والسماء ... ألخ ...

فأصل فلسفة ( الهان ) هي اختصار لكلمة ( هان ) باللغة الكورية والتي تعني رقم واحد ( هناه ) بحيث يصبح الإنسان والسماء شئ واحد , وعلى اعتبار أن الإنسان ما هو إلا كون صغير !!!

وهي الفلسفة الموجودة في معنى البومزي الأخيرة من بومزات التايكوندو ( إليو ) البومزي السابعة عشر ( 17 ) التي تمثل الوحدانية بين العقل والجسم أي بين الروح والمادة للوصول إلى التوافق بين الروح والجسم ...

وهذه الفلسفة ( فلسفة الوحدانية ) تعزو إلى كاهن بوذي مشهور اسمه ( ونهيو ) من سلالة مملكة سيلا .

زد على ذلك أن خارطة شكل البومزي ( 17 ) حين ترسم مع التطبيق فإنها تُشكّل ( الصليب المعكوف ) !
وهو الشعار الذي اتخذه ( هتلر ) ذلك النازي العنصري !!!

وهذه الفلسفة فلسفة الهان نجدها تتطرق في العديد من الفلسفات الأخرى .
وإن كنت أظهر هنا مقتطفات إلا أني لن أتطرق إلى الشرح المفصّل !!! .

هناك فلسلفات أخرى عديدة في التايكوندو ومنها :
• فلسفة الزي ( دوبوك ) ولماذا أختير لونه أبيض وماذا يعني اللون الأبيض في الاعتقاد الكوري الذي أوجدوه في علمهم وفي وسطه دائرة التايجوك وعلى جوانبه الكويات الأربعة ( تراي جرامس ) والتي تمثل أربع ظواهر من ظواهر الكون ( السماء والأرض والنار والماء ) ...!

• وانقسام الزي إلى ثلاث أقسام كما هو الحال في جسم الإنسان الرأس والخصر والسيقان وارتباط مفهوم الثالوث في الفلسفة الشرقية على اعتبار أن الكون مرتبط بين السماء والأرض والإنسان !!! .

فنجد أن ( القميص ) يعبر عن الجهة العليا هي السماء ! والبنطلون يعبر عن الجهة السفلى هي الأرض ! بينما يمثل ويعبر الحزام عن الربط بين السماء والأرض وهو الإنسان كما سبق شرحه !!!

• ونجد كذلك فلسفة نظام الألوان معنى كل حزام ! والتي تعبر عن البذرة ( لاعب التايكوندو ) المغروس في ارض التايكوندو !!!

• ولكن لماذا أوجدوا تلك الألوان الخمس ( في أغلب الأنظمة بين جمعيات التايكوندو الإقليمية ) !!!
أبيض – أصفر – أزرق – أحمر – أسود !!!
الجواب ...
اللون الأول والأخير ( الأبيض والأسود ) فهما يعبران عن فلسفة الين واليانج مبدأ التضاد !!!
بينما الألوان الثلاث الوسطى ( أصفر – أزرق – أحمر ) هي ألوان أساسية !

وكذلك مدى ارتباط الألوان الخمس بالمكونات الخمس للكون ( بحسب اعتقادهم ) من نار وماء وخشب ومعدن وجهات أربع !!!
والتي تساويها في نفس الشئ العناصر الخمسة في جسم الإنسان من قلب وكلية ورئة وكبد وطحال !!!

• ونظام درجات الرقي بالأحزمة من تبدأ تنازلياً من الكوب التاسع للأحزمة الملونة إلى الأسود الذي يبدأ تصاعدياً بعد ذلك من الدان الأول إلى الدان التاسع !!!
وهذا النظام ينجم عن الاعتقاد الشرقي لديهم الذي ينزل كل أشكال الحياة من السماء لتتعايش على الأرض ثم تعود من جديد من حيث جاءت إلى السماء !!!

• وكذلك فلسفة ربط الحزام حول الخصر بعد دورتين لتجتمع في وسط المعدة ( تانجون ) ثم الحزام نفسه يُعقد بشكل مثلث لإكمال العقدة ! والذي يدل الشكل المثلث على وحدانية الشخص !!! ...

حصيلة الأمر أيها الإخوة الكرام القصد من كلامي وهو أنه ليس كل ما يأتي الشرق خير خالص ! وكذلك ليس كله شر خالص ! .
ولكن علينا أن نتوخى الحذر في الإتباع ! ونعرف يقيناً معنى كل شئ نحن قادمون عليه !
فما وافق شرعنا وديننا سرنا معه وما خالفه نرمي به عرض الحائط .
وبفضل الله أن الفنون القتالية التي ترتقي بالمرء لأعلى مستوى لا تقوم أصلاً على ذلك الجانب العقائدي التي إن لم يتبعها فإنه لن يسير قدماً للأمام في مسيرته القتالية .

ولنا في باقي الألعاب أسوة في ذلك فحين خرجت ( الكاراتيه ) من أيدي اليابانيين تقدمت العديد من الشعوب عليها ( كفرنسا مثلاً ) .
وهذا هو سر أن الكوريين لا يردون أن تخرج رئاسة الإتحاد العالمي من بين أيديهم فيضيعوا كما ضاعت اليابان .

وأستسمحكم عذراً إن كنت أطلت في الموضوع أو أدخلت في نفوسكم الملل !

أخوكم
عادل [b]

شرح رائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى
جزاك الله خيرا وغالب ما قرأته في موضوعك كابتن أعلمه لأول مرة فجزاك المولى كل خير

شكرا كابتن عادل

بارك الله فيك كابتن عادل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوتي / المحترف , صالح عبيد , كتكوت التايكوندو , كابتن زياد

يشرفني قرآتكم للموضوع وتعليقكم عليه

تحياتي

لا شكر على واجب كابتن عادل
فهاذه المعلومات مفيدة جدا

اولا احب اشكر حضرتك على موضوعك الجميل !!!
ثانيا احب اقول لحضرتك بارك الله فيك على مجوداتك الجميله وتعبك في كتاببة الموضوع الكبير ده !!!

ثالثا عندي تعليق على ماتم كتباته :
من خلاصة ما قراته واستنتجته من الموضوع اللي يعتبر حصيله تاريخيه جميله ، فهمت ماذا تمثل كل شئ في التايكوندو من معتقدات بالنسبه للكوريين ، والتي بالطبع تنافي ديننا الاسلامي بشكل كبير ، ولكن السؤال هنا : هل المقصود ان نترك التايكوندو بسبب هذه المعتقدات البوذيه والشركيه بمعنى اصح .

ام المقصود ان نعلم كيف يفكر الكوريون بالنسبه للتايكوندو ؟

اشكرك على معلوماتك الجميله !!!
وجزاك الله كل خير !!!

شكرا كابتن عادل على الموضوع