(تعاهدوا الحج والعمرة فانهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد)،حديث شريف[/color[/size]]
فلما قطع الصحراء مع الحج الشامي وأصبح على بعد خمسين ميلاً من المدينة هب النسيم رطباً عليلاً معطرا برائحة الاماكن المقدسة فازداد شوقه للوصول لكن المرض اعاقه عن المأمول فأنشأ قصيدة لفظ مع آخر بيت منها نفسه الأخير، يقول فيها:
ياراحلين إلى منى بقياد * هيجتم يوم الرحيل فؤادي
سرتم وسار دليلكم ياوحشتي * الشوق أقلقني وصوت الحادي
حرمتم جفني المنام ببعدكم * ياساكنين المنحنى والوادي
ويلوح لي بين زمزم والصفا * عند المقام سمعت صوت منادي
ويقول يانائما جِدّ السرى * عرفات تجلو كل قلب صادي
من نال من عرفات نظرة ساعة * نال السرور ونال كل مراد
تالله ما أحلى المبيت على منى * فى ليل عيد أبرك الأعياد
ضحوا ضحاياهم وسال دماؤها * وأنا المتيم قد نحرت فؤادي
لبسوا ثيابا بيضا شارات الرضا * وأنا الملوع قد لبست سوداي
يارب أنت وصلتهم صلني بهم * فبحقكم ياربي فك قيادي
فإذا وصلتم سالمين فبلغوا * مني السلام أهيل ذاك الوادي
قولوا لهم عبدالرحيم متيم * ومفارق الأحباب و الأولاد
صلى عليك الله ياعلم الهدى * ماسار ركب أو ترنم حادي
لتحميل أنشودة "يا راحلين إلى منى" لصلاح هاشم...أضغط هنا
http://quran.maktoob.com/vb/quran33055/
من ديوان سيدي عبد الرحيم بن أحمد بن علي البرعي اليماني (رضي الله عنه
يروى أن البرعي رحمه الله في حجه الأخير مرض على مشارف المدينة
وحين هب النسيم عليلا محملا بنسمات الحرم انشد هذه القصيدة
ولفظ مع آخر بيت منها أنفاسه
يا راحلين إلـى منـى بقيـادي
هيجتموا يوم الرحيـل فـؤادي
سرتم وسار دليلكم يا وحشتـي
الشوق أقلقني وصوت الحـادي
وحرمتموا جفني المنام ببعدكـم
يا ساكنين المنحنـى والـوادي
ويلوح لي مابين زمزم والصفـا
عند المقام سمعت صوت منادي
ويقول لي يانائما جـد السُـرى
عرفات تجلو كل قلـب صـادي
من نال من عرفات نظرة ساعة
نال السرور ونال كـل مـرادي
تالله ما أحلى المبيت على منـى
في ليـل عيـد أبـرك الأعيـاد
ضحوا ضحاياهم ثم سال دماؤها
وأنا المتيم قد نحـرت فـؤادي
لبسوا ثياب البيض شارات اللقاء
وأنا الملوع قد لبست سـوادي
يارب أنت وصلتهم صلني بهـم
فبحقهـم يـا رب فُـك قيـادي
فإذا وصلتـم سالميـن فبلغـوا
مني السلام أُهيـل ذاك الـوادي
قولوا لهم عبـد الرحيـم متيـم
ومفـارق الأحـبـاب والأولاد
صلى عليك الله يا علم الهـدى
ما سار ركب أو ترنـم حـادي
هنا القصيدة بالصوت --حفظ الهدف باسم[/align]
يا راحلين إلى منى
مازالت رحلة الحج رحلة شاقة على الحجاج رغم تقدم طرق المواصلات الحديثة من طائرات سريعة وسيارات فارهة.. الخ من وسائل الراحة، وكان الحاج يخرج من بيته فيودع الأهل والأصدقاء في رحلة غامضة لا يعرف متى تنتهي فيخرج من بيته ولا يدري هل يصل الى مكة أم انه سيتعرض لقطاع الطريق.. ثم يعود بعد اداء مناسك الحج ولا يدري ايضا هل يصل إلى دياره أم لا.
حج سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية من فتح مكة، ورغم ان عدد المسلمين في تلك الحجة لا يتجاوز العشرة آلاف حاج على ما اعتقد، الا ان النبي صلى الله عليه وسلم اعتبر الحج جهاداً بالنسبة للمرأة.. فكيف بها اليوم والاعداد تصل إلى الملايين من البشر الذين يقصدون مكانا واحدا في وقت واحد.
إن في تتابع الحج الى الحج اجر عظيم منه تكفير للذنوب التي تقع بين الحجتين، وزيادة للأموال لقول النبي صلى الله عليه وسلم (تعاهدوا الحج والعمرة فانهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد)، وعلى الرغم من صعوبة الحج وعنائه ومشقته الا انه نسك جميل يشتاق للعودة اليه المرء في كل عام لو حصل له، ومن يلمس حلاوة الحج يرجع اليه لو كان في احلك الظروف واصعب [/size][/color]