عاشق التيكوندو
لكل إنسان قصة خاصة ومختلفة مع الحب، قصة تتضمن تفاصيل لا تتكرر نفسها في القصص الأخرى، الأمر الذي يحول قصة حب كل شخص إلى ما يشبه البصمة لا تتكرر وليس لها شبيه. الحب يتضمن مستوى من العواطف والمشاعر التي تتصاعد وتهبط وتصل إلى ذروات لا نصل لها عادة عبر سنوات عمرنا الطويل. الحب يتضمن علاقة كيميائية بين الرجل -وكل رجل يختلف عن الرجل الآخر- وبين امرأة، وكل امرأة هي عالم كامل مختلف ومتفرد بحد ذاته.
الحب له قصة بداية فريدة، وكلمات تتناغم مع لحظاته بشكل فريد، كما أن دموعنا وضحكاتنا ومخاوفنا ونبضات قلوبنا ونظرات عيوننا وهواجسنا وملامح الوجه ترسم لقصة الحب ذكرى لا تتكرر في حياتنا. حتى لو أحب الإنسان بصدق مئة مرة في حياته فلكل قصة حب فرادتها الخاصة.
دعوني أدعي شيئا هنا، قصص الحب في حياتنا بمجموعها ومكوناتها الفريدة تصنع شخصياتنا وتصنع تركيبة عواطفنا وكيف نتعامل مع الآخرين، تسمع صوت الإنسان أمامك أحيانا حزينا هادئا خافتا مرهقا فتعرف أن شخصيته المبينة من قصص الحب في حياته قد آلمته وأرهقته وصدمته وتركته متناثرا أمامك. تسمع صوتا آخر كله غضب وسخط على الآخرين وتعرف أن ما سأسميه بـ"شخصية الحب" قد تألمت وأصيبت حتى تحولت إلى غضب لا يطفئه شيء. تسمع صوتا ثالثا كله تفاؤل وفرح، وتعرف حينها أن "شخصية الحب" كانت محظوظة بقصص جميلة يرويها الإنسان لأحبابه وأصدقائه وهو يحلق في عوالم وردية حتى لو كانت قصص الحب هذه جزءا من الماضي.
أخبرني بقصة حبك أخبرك من تكون. هذه العبارة لي وأحتفظ بحقوقها، ولكنها أهم الحقائق التي لم يقلها أحد، قصص الحب تصنعنا وترسم ماضينا وأجمل وأسوأ ذكرياتنا، كما أنها تحدد مستقبلنا في أهم جزئيات حياتنا.
أحيانا نتعامل مع الحب وكأنه كائن خارجي، نجده قاسيا أحيانا يضربنا بلا رحمة ويتركنا مرهقين متألمين مجروحين، ونجده أحيانا لطيفا ناعما جميلا، ومرة ثالثة نجده غريبا، ورابعة نجده أحمقا غبيا، ولكن الحب في الحقيقة هو جزء منا، يتأثر بتاريخنا وبشخصياتنا وأمزجتنا وبشخصيات الذين نحبهم ونشتاق إليهم.
هل تحب؟ من تحب؟ كيف تشعر وأنت تحب؟ كيف تتأثر بتجارب حبك؟ كيف تبكي وتضحك وتتصاعد ضربات قلبك عندما تحب؟ كل هذه الأسئلة وغيرها عشرات تحدد شخصية الحب لدينا وتحدد تفرد شخصياتنا عن غيرها.
إذا كنت تدعي أنك لا تحب أو لا تؤمن بالحب، فهذا يعني أنك تكره نفسك وتحارب وجودك وتحاول فرض الحصار على قلبك فقد أصبت يوما برصاصة الحب التي تركتك تجري وتهرب كل لحظة دون أن تعلم. الحب يحكم حياة الناس، حتى أولئك الذين يدعون بأنهم لم يرونه يوما.
اسأل الناس عن الحب، تعمق معهم في التفاصيل، عيش معهم اللحظات، وسترى كيف أن كل شخص يروي لك قصة مختلفة تماما، وكأنها رواية مختلفة تماما، رواية تحمل كل مواصفات الرواية المميزة، حبكة غير عادية، شخصيات ثرية، تفاصيل دقيقة تختلط بالزمن وبالمكان وبكل أطياف قوس قزح.
قل لي قصة حبك، وأخبرك إذا كنت سعيدا أو حزينا، جميلا أو قبيحا، قويا أم ضعيفا، ذكيا أم غبيا، طويلا أم قصيرا، سمينا أم نحيفا، أخبرك بلون عينيك ولون شعرك وملمس جلدك، ببساطة لأن الحب يحكم كل تفاصيلنا بلا استنثاء.
لكل أطباء النفس وأطباء الجسد وعلماء الاجتماع، لكل الذين يتعاملون مع الإنسان لدي رسالة واحدة: اعرفوا قصة حبهم وستعالجوا كل أمراضهم.
قل لي من تحب وكيف تحب، وأنا أخبرك من أنت.
من أنت؟
مع تحيات برنس التكوندو