هو من أجمل المناظر الطبيعية ليس في سوريا وحدها بل في العالم العربي بأسره،
إنه منتجع كسب الساحر في أقصى الشمال الغربي لسوريا. ففي طريق جبلي متعرج تظلله
أشجار الصنوبر تشرف من الأعلى على بحيرة بلوران التي تحيط بها المرتفعات الجبلية الكثيفة
الأشجار والتي تشكل منظراً من أروع المناظر التي يمكن أن تراها العين.
ولعل غابة الفرلق المتميزة في هذا الأفق الأخضر اللانهائي هي الأكثر رسوخاً في الذاكرةنظراً
لكثافة أشجار الصنوبر والغار والدلب والكرز البري التي تنتشر فيها والينبوع العذب الذي يغذي
نهراً يتعرج في الغابة. وفي ظلال هذه الغابة باسقة الأشجار تنتشر مخيمات فرق الكشافة التي
اختارت العيش مع الطبيعة وللطبيعة.
وتعد كسب التابعة لمحافظة اللاذقية (على الساحل السوري) بلدة سياحية بامتياز حيث تقع
على الجبل الأقرع بارتفاع 1725 فوق سطح البحر، ويعد والطريق المؤدي إليها من اللاذقية من
أجمل الطرق في سوريا، حيث يمر عبر الغابات ومروج الأزهار البرية وأشجار الزيتون والتفاح
وصولاً إلى غابات الفرلق الرائعة.
وتحيط بمنتجع كسب غابات شجر الغار الذي جعل من المنطقة أهم مركز لتصنيع الصابون حيث
تنتشر في مركز البلدة متاجر عديدة لبيع صابون الغار وأصنافه المختلفة والمتنوعة والتي تلقى
إقبالاً كبيراً من الزوار والمصطافين. وعرفت كسب أيضاً عبر التاريخ بتربية دودة الحرير
وبزراعة التفاح.
ويعرف السياح الخليجيون هذه المنطقة جيداً، حيث تركوا بصمتهم على مطاعمها التي بدأت تقدم
وجبات المطبخ الخليجي مثل المكبوس والبرياني والمندي، إضافة إلى وجبات المطبخ السوري
الشهيرة. ولا يكاد يخلو مطعم أو متنزه من عائلات خليجية أضيفت إليها أخيراً عائلات عراقية
تبحث عن فسحة من الأمن والأمان بعيداً عن مناظر الموت التي تحيط بها من كل جانب.
ويعيد الكثير من أصحاب المطاعم في هذه المنطقة إقبال السياح الخليجيين إلى الوضع الأمني غير
المستقر في لبنان، ونجاح البرامج الترويجية التي تقوم بها وزارة السياحة السورية لهذه المنطقة
التي كانت مجهولة للسياح العرب منذ سنوات رغم جمالياتها الفريدة.